الصفحة الرئيسية
>
ابتسامــة
قبر الكلب
منصرفـاً إلـى منزلـه فمـر فـي طريقـه بمقبـرة وإذا قبـر عليـه قبـة مبنيـة مكتـوب عليهـا هـذا قبـر الكلـب فمـن أحـب أن يعلـم خبـره فليمـضِ إلـى قريـة كـذا وكـذا فـإن فيهـا مـن يخبـره، فسـأل الرجـل عـن القريـة فدلـوه عليهـا فقصدهـا وسـأل أهلهـا فدلـوه علـى شيـخ قـد جـاوز المائـة فسألـه فقـال كـان فـي هـذه الناحيـة ملـك عظيـم الشـأن وكـان مشتهـراً بالنزهـة والصيـد والسفـر وكـان لـه كلـب قـد ربـاه لا يفارقـه فخـرج يومـاً إلـى بعـض منتزهاتـه وقـال لبعـض غلمانـه قـل للطبـاخ يصلـح لنـا ثـردة لبـن فقـد اشتهيتهـا فأصلحوهـا ومضـى منتزهـه فوجـه الطبـاخ فجـاء بلبـن وصنـع لـه ثـردة عظيمـة ونسـي أن يغطيهـا بشـيء واشتغـل بطبـخ أشيـاء آخـر فخـرج مـن بعـض شقـوق الحيطـان أفعـى فكـرع فـي ذلـك اللبـن ومـج فـي الثـردة مـن سمـه والكلـب رابـض يـرى ذلـك كلـه ولـو كـان فـي الأفعـى حيلـة لدفعهـا وكـان هنـاك جاريـة طفلـة خرسـاء زمنـة قـدرات مـا صنـع الأفعـى ووافـى الملـك مـن صيـد فـي آخـر النهـار فقـال يـا غلمـان أول مـا تقدمـون إلـى الثـردة فلمـا وضعـت بيـن يديـه أومـأت الخرسـاء إليـه فلـم يفهـم مـا تقـول ونبـح الكلـب وصلـح فلـم يلتفـت إليـه ولـج فـي الصيـاح فلـم يعلـم مـراده فأخـذ ورمـى إليـه بمـا كـان يرمـي فـي كـل يـوم فلـم يقربـه ولـج فـي الصيـاح فقـال للغلمـان نحـوه عنـا فـإن لـه قصـة ومـد يـده إلـى اللبـن فلمـا رآه الكلب يريـد أن يأكـل ظفـر إلـى وسـط المائـدة وأدخـل فمـه الغضـارة وكـرع مـن اللبـن فسقـط ميتـاً وتناثـر لحمـه وبقـي الملـك متعجبـاً منـه ومـن فعلـه فأومـأت الخرسـاء إليهـم ففهمـوا مرادهـا بمـا صنـع الكلـب فقـال
الملـك لندمائـه وحاشيتـه أن مـن فدانـي بنفسـه لحقيـق بالمكافـأة ومـا يحملـه ويدفنـه غيـري فدفنـه وبنى عليه قبة وكتب عليها ما قرأت.
المزيد |